بيان الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، حول النفاق الغربي في جريمة قتل الصحفيين بغزة

بينما حوّلت الطائرات الإسرائيلية مستشفى ناصر في غزة إلى ركام، واغتالت خمسة صحفيين من  رويترز وأسوشيتد وغيرهم من الوكالات الاخرى، تسابق الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني لإعلان "الأسف العميق" والتأكيد أن قصف الاحتلال "غير مقبول"… وكأن حياة الفلسطينيين وحدها بلا قيمة، لا تثير دمعة، ولا تستحق حتى جملة بروتوكولية.

فعندما يُقتل يوميًا عشرات المدنيين ويُجرح الآلاف، منذ أكثر من اثنين وعشرين شهرًا، وتُمحى أحياء كاملة من الوجود بلا حساب ولا أسف ولا ضمير، لا يستدعي ذلك من القادة الغربيين سوى صمت متواطئ أو بيانات باردة عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. لكن حين تقترب الجريمة من مرايا الإعلام الغربي، تتحرك الأقلام وتنهال بيانات الرثاء… لا حبًا بالعدالة، بل خوفًا من انكشاف الوجه الحقيقي للتواطؤ.

إن هذا الأسف المتأخر والانتقائي ليس سوى شهادة جديدة على النفاق العالمي: أرواح تُحسب وأرواح تُمحى وفق معايير استعمارية لم تتغير.

إن الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، إذ تدين قتل الصحفيين تحت أي ظرف، فإنها تدين في الوقت ذاته هذا النفاق الغربي، وتؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها النازية ما كانت لتواصل جرائمها واستهتارها بحياة الفلسطينيين لولا الدعم الغربي المباشر لها.

إن مسلسل القتل والجريمة المنظمة بحق الشعب الفلسطيني لن يسكتها هذا النفاق، بل ستسكتها الحركة الجماهيرية المتصاعدة عالميًا، ووحدة الطبقة العاملة وتضامنها الأممي مع الشعب الفلسطيني ضد فاشية إسرائيل.

26-8-2025